حضرة صاحب الجـلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-
سلطان عُمان
إن ما تحقق على امتداد السنوات الماضية من عمر النهضة الشاملة على أرض عمان الغالية هو إنجاز ضخم تقف وراءه إرادة قائد مفدى هو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -.
جلالة السلطان المعظم هو رأس الدولة وسلطانها والسلطة العليا والنهائية لها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ،ذاته مصونة لاتمس، واحترامه واجب وأمره مطاع وهو رمز الوحدة الوطنية والساهر على رعايتها وحمايتها. وقد حددت المادة ( 42) من النظام الأساسي للدولة المهام التي يقوم بها جلالته.
ولد حضرة صاحب الجـلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- في مدينة صلالة بمحـافظة ظفار في 18 شوال 1359هـ الموافق 18نوفمبر 1940م، وهو السلطان الثامن المنحدر رأسا من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد سنة 1744م، الذي مازالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب شجاع وإداري محنك استطاع أن يوحد البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية.
في سنواته المبكرة تلقى جلالته تعليم اللغة العربية والمبادئ الدينية على أيدي أساتذة مختصين، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، وفي سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى انجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة (سافوك)، وفى عام 1379هـ الموافق1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية (ساند هيرست) العسكرية كضابط مرشح، حيث أمضى فيهـا عـامين درس خـلالهما العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية بعد ذلك أمضى ستة أشهر كمتدرب في فن القيادة العسكرية.
بعدها عاد جلالته إلى بريطانيا بعد ان درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي ، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة. ثم هيأ له والده الفرصة، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م أقام في مدينة صلالة.
علـى امتداد السنـوات الست التـالـيـة تعمق جـلالتـه في دراسة الدين الإسلامي، وكـل ما يتصل بتـاريـخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور ، وقد قال جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - في أحد أحـاديثه (كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم الأثر في توسيع مداركي ووعيي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً. وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري العالم المشهورين).
ولجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك وشؤون البيئة، يظهر ذلك جليا من خلال الدعم الكبير والمستمر من لدن جلالته للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.
ومن أبرز هذه المشاريع على سبيل المثال، موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم سواء في السلطنة أم في عدد من الدول العربية، اضافة الى بعض مشروعات جامعتي الأزهر، والخليـج وعدد من الجـامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طرق الحرير.. وغيرها من المشروعات الاخرى.